روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | العالم يتجه لمنع الإختلاط في التعليم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > العالم يتجه لمنع الإختلاط في التعليم


  العالم يتجه لمنع الإختلاط في التعليم
     عدد مرات المشاهدة: 3951        عدد مرات الإرسال: 0

بعد أن شابت عشرات الأجيال وشارفت على حافة العمر، إكتشف بعض القائمين على التعليم في بلاد الغرب، أن حصاد النظام المختلط، أنتج أجيالا ذابت بينها سائر الفروق، حتى طغت مفاهيم المساواة بين الجنسين.

واقع التجربة والخطأ قاد الخبراء إلى حل مشكلات الإختلاط بين الجنسين عن طريق إبتكار نوع من المدارس يسمى مدارس الجنس الواحد، وبدأت العديدُ من المدارسِ الأمريكيةِ والبريطانية بفصل الأولادِ عن البنات.

وبطبيعة الحال إنقسم الناس بين مؤيد ومعارض، وكلا الفريقين يرى أن لديه من الحجج والدلة ما يثبت رجحان ما ذهب إليه، فالفريق الأول الرافض للفصل بين الجنسين يسوق من الدراسات النفسية ما يرى أنه يثبت خطأ هذا الفعل الذي شرعت فيه العديد من المؤسسات التربوية والمحاضن العلمية في الوطن العربي والإسلامي.

أما الفريق الثاني فيتمثل في إتجاه عالمي في عدد من الدول في الشرق والغرب لمنع الإختلاط، نظرا للسلبيات المترتبة عليه، وذلك بعد إتجاه جمع من الباحثين في دول شرَّعت للإختلاط بعد عقود من تجربته لدراسة آثاره ونتائجه، فأجمعت دراساتهم وإحصاءاتهم على أن ضرره أعظم من نفعه.

¤ الرافضون للفصل:

المجلس اﻟﻘومي ﻟلمرأة في مصر أدان بكل طريقة قيام إحدى اﻹدارات اﻟتعليمية بمحاﻓظﺔ اﻷقصر بفصل البنين ﻋن البنات ﻓﻲ المدارس المشتركة إستجابة لطلب تقدم به الأهالي، بحجة أن هذا الإجراء ضار جدا بالعملية التعليمية، وأن اﻟطﻔل لابد أن تتاح ﻟﻪ ﻓرصة التعرف ﻋﻠﻲ الجنس اﻵخر منذ نعومة أظفاره حتى يتعلم كيفية التعامل مع الشخص الآخر.

ومن أنصار ذلك المسلك د. عماد مخمير أستاذ ﻋﻠم النفس بآداب اﻟزﻗﺎزﯾق الذي يجزم بأنه ضد منع الإختلاط بين الجنسين في المدارس، حتي ﻻ تهاب البنت اﻟرجال فيما بعد، وحتي ﻻ تنشأ ﻟديهم العقد النفسية -حسب قوله.

ويزعم مبارك البنا مدرس الرياضيات بالمعاهد الأزهرية أن نسبة المعاكسات بين طلاب مدارس الجنس الواحد أعلى من المدارس المختلطة والتي تعود فيها الأولاد على وجود زميلاتهم.

ومهما يكن من أمر فإن أرباب هذا الاتجاه يؤكدون أن سلبيات فصل اﻟبنين ﻋن البنات ﻓﻲ المرحلتين اﻹﻋدادية والثانوية تكون في أعلى مستوياتها، بينما تكون في أدني مستوياتها في الطفولة أو دون سن الحادية عشرة، وعادة ما يثيرون الحديث عن المخاطر المترتبة على مسألة الكبت عند الأولاد والفتيات.

¤ المؤيـــدون:

أما المؤيدون للفصل بين الأولاد والفتيات فيرون أنه يؤثر إيجابًا على مستوى التحصيل الدراسي والتفوق في التعليم، بل تطوَّرَ الأمرُ إلى أن وضعته وزارة التعليم الأمريكية في إطار مرحلةِ الدراسة الجادة، وإقترحت الوزارةُ توسيعِ نطاقِ الإختياراتِ التربويةِ من أجلِ إقامةِ مدارسَ غيرِ مختلطةٍ، وأن الهدف من هذا الإجراء هو توفيرُ وسائلَ جديدةً لمساعدةِ التلاميذِ على التركيزِ في الدارسة وتحقيقِ نتائجَ أفضل.

وأكدت دراسة أوردتها مجلة نيوزويك تحقق التفوق العلمي عندما يكون كلا الجنسين بمعزل عن الآخر، في حين أخفقت البنات في تحقيق التفوق في مجال الرياضيات والعلوم والكيمياء والفيزياء والتكنولوجيا والكمبيوتر عندما درسن في مدارس مختلطة.

¤ توجه غربي نحو الفصل:

بل اتخذ الأمر منحى رسميا واسعا في بلاد الغرب، فمن أبرزِ المنظماتِ الأمريكيةِ الفاعلةِ في مجالِ التعليمِ غيرِ المختلطِ: المنظمة الوطنية للتعليم العام غير المختلط والمعروفة إختصارًا بـ -NASSPE- وقد تأسست عام 2002م، وكذلك مؤسسة تعليم الفتيات، ومنظمة الائتلاف الوطني لمدارس الفتيات -NCGS- وسواها كثير في كثير من البلاد وعلى رأسها بريطانيا التي سبقت غيرها بتأسيس مدارس الفتيات عام 1974م.

الدكتور أُوز بورن، مدير إحدى مدارس الجنس الواحد -مدرسةُ شينفيلد الثانوية بولاية تكساس- قال: قد يبدو قرارُ فصلُ الطلبةِ عن الطالباتِ إنتكاسةً إلى الماضي، لكنْ في الحقيقة القرارُ اتُّخذَ لصالحِ مستقبل أبنائنا من الجنسينِ، فقد إكتشفنا أن الطالباتِ في التعليم المختلط يضيعن وقتًا في الإهتمام بمظهرهن وبنظرات الأولاد إليهن، ومع وجود الطلاب يفقدن زمامَ السيطرةِ وتضيعُ أهدافهنَّ.

وفي المملكة المتحدة تبين أن عدد المدارس غير المختلطة قد زاد خلال السنوات الأربع الماضية، خمسة أضعاف ما كان عليه في بداية القرن الحالي، وفي إستراليا أجريت دراسة على 270 ألف طالب وطالبة، تبين فيها أن طلاب التعليم غير المختلط تفوقوا سلوكياً وأكاديمياً على طلاب التعليم المختلط.

وفي ألمانيا أكد البروفسور الألماني يودفو ليفيلتز -كبير علماء الجنس في جامعة برلين- أنه درس علوم الجنس وأدواره وأدويته فلم يجدْ أنجحَ ولا أنجعَ من قول الكتاب الذي نزل على محمد صلي الله عليه وسلم: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور:30-31]، ولن يتأتى ذلك إلا بمنع الإختلاط.

تحقيق: نجاح شوشة.

المصدر: موقع رسالة المرأة.